الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

الفجر المسروق!!



حين حل الظلام على القرية لأنقطاع الكهرباء ، لم يستسلم أهلها ، سرقوا الكهرباء من قرية مجاورة وحل النور ، وأقترب موعد الفجر ، ومع أنهم كانوا فى رمضان لم يحسبوا أنهم يسيئون صنعا ، وحينما حان الفجر ، أعلنه المؤذن وسمعه أهل القرية من مكبر الصوت الذى يعمل بالكهرباء ، هو أيضا عرف أنه موعد الفجر من خلال الراديو القديم الكبير الذى يعمل أيضا بالكهرباء !!
حضر المصلون وقد بدأو فى صلاة السنة ووقف أحدهم يمنعهم من هذا..
_ أيها الناس كيف نصلى فجر مسروق ؟! 
تعجب أمام الجامع الذى أنتهى لتوه من صلاته وسأله..
_ وكيف أصبح الفجر مسروق ؟!
أنتهى الجميع من صلاة السنة وأنتبهوا لما يجرى، رد الشاب بغضب وكان معترض من قبل على سرقة الكهرباء..
_ نحن سرقنا الكهرباء وأنت عرفت أنه الفجر من خلال المذياع ، والمذياع يعمل بالكهرباء المسروق ، ونحن أتينا على صوت مكبر الصوت ، لو لم تكن هناك كهرباء ما كنت علمت أنه الفجر وما كنا حضرنا ؟!
رد الشيخ..
_ الكهرباء لم تأتى لنا بالفجر ، وأن لم نسرق هل كان ذلك يمنع من أن يأتى فعلا، الخطوط الأولى للنهار تسكن السماء إلم تلاحظها وأنت قادم ، وحين ننتهى من صلاتنا سترى أشعة الشمس الأولى وقد هتكت الظلام!!
بغضب رد الشاب..
_ السرقة جرم ، والصلاه لله لا تبنى على جرم ، كيف نصلى ونشكر الله على نعمة لم يبعث لنا بل نحن من سرقناها ؟!،إذا ' صلاة الفجر 'المسروق جرم أعترض الحاضرون وتمتموا..
_ خسئت !!
_ لا نصلى إذا !!
_ هذيان وفلسفة خاطئة !!
أسكتهم الشيخ بإشارة منه ، ونظر إلى الشاب بهدوء..
_ ياولدى لقد تعبنا من الظلام ، والله قال أسعى ياعبد أسعى معك ، نحن لم نسرق فقط أوجدنا الأسباب كى يحل علينا النور!! 
_ أى مبرر هذا ، السرقة سرقة ولا تعريف أخر !!
_ سنتأخر على الفجر فلتدعنا وشأننا إن لم ترد أن تصلى معنا ،نظر إلى المصلين !!
_ هل تصلوا فجرا مسروق؟!،جذبه الشيخ من يده لخارج المسجد!!
_ أنظر إلى السماء ، ماذا ترى؟!
_ الظلام يخف قليلا فقليلا!!
_ إذا هذا هو الفجر!!
_ لا أنكر ذلك !!
_ لماذا لا نصلى إذا؟!
_ لأن الطريقة الذى علمت بها أنه الفجر لم تكن النظر إلى السماء والذى دعيت بها المصلين قامت على سرقة غير مبرره!!
_ الضرورات تبيح المحظورات!! 
_ وفاطمه لو كانت سرقت لقطع سيدنا محمد يدها!! 
_ هذة ليست سرقه ، الحكومات تسرقنا أم نحن فلا نسرقها ، فقط نسترد حقوقنا!!
_ أى حقوق هذة التى تقام على باطل؟!
_ أنت مجادل والشمس على وشك أن تهتك الظلام والنور إن حل ، لن يصبح للفجر إذا صلاة كى نصليها ولا نغضب الله !!
_ الله يغضب من السرقة ، لماذا لا تتذكر هذا؟!
_ الله يغضب من الجدال!!
_ لا تهرب !!
_ لا تدخل مرة أخرى إلى المسجد لتمنعنا ، سأدخل لأقيم الصلاة ، وإذا أردت أن تصلى فلتصلى وحدك فى بيتك الذى رفضت فيه دخول الكهرباء !!
_ الظلام الحقيقى أفضل من النور الوهمي !!
_ الظلام ظلام ، فلترحل !!
لم ينطق أى من المصلين الواقفين على باب المسجد منتظرين شيخهم يدخل ليصلوا ، دخل الشيخ مرة أخرى إلى المسجد حاول الشاب الدخول منعوه وأغلقوا الباب ، حينها هتكت أشعة الشمس الظلام ، ودخل من شباك المسجد بعض النور قبل أن يبدوأ الصلاة ، وحينها هتف الشاب..
_ لا يمكن أن نرضى بفجر مسروق أبدا !!
وعاد الجميع إلى منازلهم بدون صلاه ، وأنقطعت الكهرباء مرة أخرى لأنقطاعها فى القرية المجاورة وحل الظلام طويلا ولم يعود الفجرحتى مسروقا !!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق