الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

حفيد فى زنقة







حفيد فى زنقة )

يستيقظ المليونير المعروف (فوزى أبو اليزيد) كعادته كل يوم ليتجول فى القصر
الفخم ويسأل الخدم عن ابنه الوحيد (علاء) والذى يمثل له عقبة وحجر عثر فى
تحقيق حلمه وهدفه الوحيد والأوحد والذى يتمنى أن يتحقق فى حياته وهو حلم
اقتناع ابنته بفكرة الزواج ومن ثم انجابه حفيد له يكون امتداد لاسمه ولاسم
العائلة ويكون الوريث الشرعى لكافة الممتلكات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى
والأرث الكبير والضخم له والذى أصبح فى خطر داهم خصوصآ بعدم اقتناع الأبن
(علاء) بفكرة الاقتران والزواج من فتاة طيلة حياته لبغضة الشديد للنساء وفكرة
الزواج غير واردة أصلآ فى حساباته ولا يعترف من قريب أو بعيد بان هناك فتاة
تستحق أن تحمل اسم أى رجل ولا يعترف بهم نصف المجتمع وعنصر بناء
ونافع ومضيف إلى الحياة لكى تستمر بل أن لديه قناعة شخصية بأن النساء هم
أصل كل تدهور واضمحلال بالمجتمع ولولا وجودهن لا صبح للحياة شكل أفضل
وأصبحت الحياة جميلة وبراقة غير تلك التى نعيشها ونحياها ويؤمن أيضا بأن كل
مصيبة أو فاجعه تحدث بالمجتمع يكون من أسبابها النساء وأن لم يكن السبب
الرئيسى والمباشر فعلى الأقل يكن سبب فرعى ملازم للأزمة والفاجعة فهو يرى
أن كل من فى السجون قد دخلوا السجن بسبب النساء فكل قاتل قد قتلا بسبب أمرأة
وكل سارق قد سرق من أجل أمرأة ..... إلخ لهذا قد أنضم لجمعية اشبه بحزب (نحو
عامل أفضل بلا نساء) وهى تهدف إلى محاربة النساء وتقليص دورهن بقدر
المستطاع فى المجتمع واغدق على تلك الجمعية من ماله الخاص لإيمانه بأهدافها
ولتوسيع أنشطتها حتى أصبح العضو الأبرز والأكبر فيها والتلميذ النجيب على حد تعبير
رئيس الجمعية ومؤسسها (كامل زهران) أو الزعيم كما يحب أن يلقبة الأعضاء
بذلك ويصف الزعيم (علاء) بأنه التلميذ الذى تفوق على أستاذة وهو الأمل فى
تحقيق أهداف الجمعية وتوسيع أنشطتها ونشر الفكرة بين الطبقات الأرستقراطية
والذى يمثلها (علاء) حيث أن معظم الأعضاء من الطبقة الدنيا والكادحة بالمجتمع
هذا بالكلمة التى القاها الزعيم أمام الأعضاء والتى وصف فيها النساء بالأغبياء
وبالأمراض المعدية وانهن يقتلن الرجال بطريقة غير مباشرة من خلال حثهن
الدءوب والمتزايد والملح بالأنفاق عليهم ولتحقيق رغابتهم التى لا تنتهى فهذا بعد
أستنفاذ القوى الرجال والذى يعملون فى أكثر من عمل فى اليوم الواحد من أجل تلك
النساء ويستمر الرجل هكذا حتى يتعب ويموت وترثة المرأة وتنعم بما تركه لها
من مال وحجته فى ذلك تلك الدراسة العلمية والتى تقول أن النساء يعشن أكثر من
الرجال وأن أعمارهن أطول من أعمار الرجال ثم يعطى الميكروفون بابتسامة
عريضة تعلو وجهة لتلميذة النجيب (علاء) ليلقى كلمة أمام الجمع عن بغضه هو
الأخر للنساء والتقليل بل والتحقير من شأنهن ويدعو فى كلمته كل الأعضاء بأن
يعيشوا كالرهبان فى تلك الحياة المليئة بالمتاعب والمشاكل التى أوجدتها النساء
ومناشدته أياهم بنشر تلك الدعوى لغير الأعضاء لتبنى الغير لأفكار وأهداف
الجمعية حتى تتسع القاعدة . وهنا يخرج أحد الشباب من القاعة ويطلب المليونير
(فوزى أبو اليزيد) تليفونيآ ليخبره عن ما سمعه من أبنه (علاء) وبالفعل سمع
الأب بعض الجمل والعبارات مباشرة من خطاب (علاء) فى أعضاء الجمعية وحزن
حزنآ شديدآ ولاحظت زوجته هذا الحزن الاستياء على تعبيرات وجهه فطلبت
الزوجة من زوجها أن يهدأ وأن يعامل الأبن معاملة الصديق وليس معاملة الأب
وأن يتقرب منهم بقولها له (أن كبر أبنك خاويه) وأن لم تفلح تلك الطريقة مع
(علاء) والذى يصفه أبيه بصلابة رأسه ومجادلته للأمور زيادة عن اللزوم فدعته
الزوجة للمحولة معه أن لم تفلح تلك الطريق فهناك طرق أخرى تؤدى إلى نفس
النتائج وأحيانأ نتائج أفضل ويدور الحديث بين المليونير (فوزى أبو اليزيد)
وزوجته والتى تحاول إخراجه من حاله استيائه وغضبه من سلوك (علاء) حول
الحل والطريق الأمثل فى إصلاح ابنه واقناعه بفكرة الزواج ومن ثم الإنحاب
فتتطلب الزوجة من زوجها أعطائها فرصة لمناقشة ومحاورة (علاء) فى الأمر
ولكن الأب يرفض بشدة معللآ ذلك بغلظة أبنه وفظاظتة مع أى أمرأة خصوصآ
وأنها ليست أمه ولكنها زوجة أبيه وخوف الأب عليها من أن يلفظ الأبن بألفاظ
أو عبارات قد تكون جارحة وغير لأئقة لسيدة فى منزلة ولدته ويخبرها الأب
بأن أبنه بكره النساء كرهآ شديدآ إلى حد المقت بسبب ما تعرض له أثناء طفولته
من صدمات ونكبات على حد قوله على يد والدته والتى أهملته إلى حد كبير
وساهمت فى عقدته تجاه النساء بشكل أساسى وواضح ولم يشعر (علاء) تجاهها
بأى مشاعر أمومة ولا أى حنان من طرفها تجاهه وهذا بسبب أهمالها له على
طول الخط وحبها الشديد بل وعشقها للسهر مع الأصدقاء والأصحاب ولعب القمار
دون أى أعتبار لذك الطفل الذى عانى بشدة من تلك الأم (المستهترة) والتى لا
تصلح لأن تكون أما على حد قوله وزادت الخلافات والمشاكل بينه وبين زوجته
بسبب تصرفات الزوجة وأهمالها للأبن وتفضيلها الحياة المستهترة عليه لذا فقد
قرر الأب تطليقها ومحاولة انقاذ أبنه والذى تأثر بشدة وبعد الأتصال يرى الأب أنه
ساهم بطريق غير مباشر فى عقدة أبنه تجاه النساء حيث داوم فى كل مناسبة
بتذكير ابنه بمساوئ أمه وأنها تمثل مغظم النساء أن لم يكن كلهن كذلك وكبر
(علاء) وكبرت معه عقدة كرهه للنساء ونمت مع نموه ولازمته إلى يومه هذا وفى
تلك اللحظة يدخل (علاء) عليهم وهم يتحاورون ويلقى على أبيه التحية بقوله
مساء الخير يا بابا ويرد الأب عليه التحية ويطلب منه الأنتظار لأنه يريد أن يتحدث معه
فى أمر هام ويطلب (علاء) من أبيه العجلة فى الحوار حيث أنه يريد أن يخلد إلى النوم
حيث أن ميعاد نومه قد جاء ويستشيط الأب غيظآ وهو ينظر فى ساعة يدة ويجد
الوقت لم يتجاوز الثامنة مساء ويثور فى وجه ابنه بصوت عالى وأنفعال شديد
ويقول ميعاد نوم أيه دلوقتى ده اللى فى سنك لسه هيبتدى يومه دلوقتى أمتى
هتعيش سنك وتعيش زى جيلك والشباب اللى فى سنك ويستمع الخدم حولهم حيث
أن الأمر بدى لهم (كخناقة) أقرب منها بالحوار ويطلب (علاء) من أبيه إنهاء
الحوار أو تأجيله إلى وقت لاحق وهو ينظر إلى الخدم ويستجيب الأب لزوجته
و التى تطلب منه أن يهدأ فينهر الأب الخدم ويذهب كل واحد منهم إلى عمله
ويصعد (علاء) إلى غرفة بالأعلى ويفتح الأب قلبه إلى زوجتة ويحكى لها عن ما
يتكبده من أبنه هذا وأنه لا يريد شئ فى الدنيا ولا هدفآ سوى إصلاح ابنه ليعيش
إنسان سوي مثل شباب جيله ويكون الزواج أحد أولوياته ومن ثم إنجاب حفيد له
طالما أنتظر هذا اليوم وأن أنعواج حال الأبن على حد تعبيره هو الذى ساعد من
دخول المرض جسده وتمكنه منه وأن أنصلح حال الأبن فسيذهب المرض عنه وهنا
يدخل (الحاج رمزى) صديق الأب الوفى وصاحب عمره ويتدخل فى الحوار والجدل
الدائر حول حال الأبن وطرق أصلاحه ويسترسل الأب فى حواره حول نمط
وأسلوب حياة أبنه ويضرب لهم أمثله عن ما يعانيه كل يوم ويراه شاذآ عن باقى
هذا الجيل من الشباب فمثلآ يعتبر (علاء) الشاب الوحيد الذى ينام وقت أستيقاظ
الشباب ويشتيقظ فى الوقت الذى يستيقظ غيره أو القاعدة العريضة من الشباب فى
الذهاب إلى النوم ينام فى الثامنة مساء وهذا وقت مبكر جدآ ومن وجهه نظره
فمعظم الشباب يبدأون يومهم ويستيقظ (علاء) فى الخامسة صباحآ وهوالوقت
الذى يعود فيه هؤلاء الشباب إلى منازلهم للراحة حيث انتهاء يومهم وأن السهر
(الصرمحة) على حد تعبيره هو الشىء الذى يجب أن يميز هذا الشباب وهذا هو
الوضع الطبيعى لهذا الجيل الذى يمثله فيقوم (الحاج رمزى) صديق الأب بتهدئة
الأب واسداء النصح لهذا الأمر وهذا بتوفير الجو والمناخ الصحى للأبن حتى
يساعده على التفكير بالجنس الأخر (النساء) وهذا باتباع خطوات بسيطه جدآ منها
على سبيل المثال تغير بعض موظفى المؤسسة من الرجال إلى النساء وخصوصآ
الجميلات منهم فى مكتب الأبن حتى يتسنى له الأحتكاك المباشر واليومى بتلك
الجميلات ومن يدرى لعلى وعسى تستطيع أحدهن جذب انتباهه ومن ثم تغيير
فكرته عنهن أو تستحوذ أحدهن على إعجابة ...... إلخ.
وبالفعل قام الأب بعمل حركة تنقلات بالشركة واستدعى معظم نساء بل وجميلات
الؤسسة للعمل لسكرتارية مكتب (علاء) حتى تتاح له الفرصة لمجالستهن
والأندماج معهن فى سياق العمل وتكون بمثابة خطوة على طريق إصلاح نظرتة
للنساء وخصوصآ إذا لاحظ مدى اهتمامهن بالعمل وتفانيهن فيه . ولكن (علاء) لم
يعطى والده وصديقه فرصة للحكم على تلك الفكرة حيث ثار ثورة عارمة عندما
وصل إلى مكتبة فى الصباح ووجد هذا الوضع الجديد وعلم بعد سؤاله عن سبب
حركة التنقلات هذة بإنها أوامر رئيس مجلس الإدارة أو السيد الوالد فلم يطيق
(علاء) صبرآ حتى يجادل أبيه فى هذا الأمر وأتصل بيه تليفونيا وطلب منه إعادة
الأمر إلى ما كان عليه ومع إصرار (علاء) على طلبه هذا لم يجد الأب جد من
إصدار قرار إدارى بعودة الأمر إلى ما كان عليه تنفيذآ لرغبة وألحاح الأبن .
وبعد إنهاء المكالمة صعد الأب برفقة زوجتة إلى غرفة (علاء) بالطابق الأعلى
ليشاهد ويرى بنفسه ما يجذب أبنه إلى الوحدة والأختلاء بنفسة بالساعات بغرفتة
وما يعشقة بالغرفه حتى تعزله عن العالم حيث يخرج منها إلى العمل صباحآ ويعود
ولا يخرج منها إلا للعمل أيضآ أو للذهاب إلى أحد ندوات الحزب الذى يدعمه ولكن
الأب أصابة الذهول والصدمة عندما فتح غرفة أبنه ولم يجد بها أى شئ غريب
سوى كمية الصور والبراويز المعلقة باركان الغرفه وكلها للمفكرين والأدباء
والفلاسفة بعضهم معروف للعامة والبعض الأخر غير معروف حتى الأب نفسه
تسأل عن أصحاب تلك الصور ومدى جدوى تزين الغرفة بها وهنا دفعه فضوله
ليتصل (بعلاء) فى العمل ليسأله عن تلك الصور وخصوصآ أنه لم يجد أى صورة
لفتاة جميلة أوفنانة أوشخصية نسأئية تكون يعجب بها بمثابة فتاة أحلامة كباقى
الشباب من جيلة ولكن زوجتة أثنته عن أتصاله هذا مبرره أنه لا بد إذا أراد
مناقشة هذا الأمر معه فالأفضل أن يكون بالبيت وليس بالعمل وأن يكون من خلال
حوار وليس بالتليفون واستجاب الأب ولكن الأب عندما ينظر إلى تلك الصور
يستشيط غيظآ فنادى على أحد الخدم بتغير كل صور الغرفه إلى صور نسأئية
جميلة وسرعان ما حدث ما تخوف منه كل من فى المنزل عند عودة (علاء) والذى
ثار فى وجه أبيه خصوصآ بعد علمه من الخدم بأن أبيه هو الذى أمرهم بهذا التغير
وأندفع نحو مكتب أبيه ليساله عن سبب هذا الفعل الشنيع من وجهة نظره ورد
الأب بعقوبة شديدة بأن هذا هو الطبيعى لمن فى عمره وجيله وهنا كبت الأبن
ثورته وغضبة .
وطلب من أبيه باحترام شديد وبلهجة مهذبة لا تخلو من التلويح بمدى أهمية
خصوصية الفرد وأجاب بأن كل هذه الصور لرموز اضافت للبشرية نفعآ شديدآ كل
فى مجاله ومكانه بالحياة فمنهم من أثرى الحياة العلمية بأبحاثه واخترعاته ومنهم
من أثرى الحياة الأدبية بشعره ومؤلفاته ومنهم
من جاهد وضحى بحياته من أجل استقلال بلاده ومنهم كذلك من رفع راية وعلم
بلاده فى المحافل الدولية والعالمية وأخيرآ منهم من حصل جوائز عالمية كجائزة
نوبل ... أما تلك الصور الذى يريد أن يضعها الأب فهى تمثل له صور لغانيات
وساقطات بائعات هوى يتاجرون بأجسادهن وفاتنهن وهن من وجهه نظره مفسدة
للمجتمع وليس اضافة وانتهى الحوار والجدل بينهم بطلب الأبن من أبيه بوعد
صريح بالا يتدخل فى حياته الشخصية بهذه الطريقة مرة أخرى .
وهنا تدخل عم (عطية) كبير الخدم بالقصر بعد سماعه للحوار الذى دار بين
(علاء) وابيه وثأثره الشديد بما سمعه ليطلب من الأب السماح له بعرض فكرة
تراءت فى ذهنه بخصوص (علاء) وأراد أن يعرضها عليها حيث انه يحب (علاء)
كثيرآ ويعتبره فى منزله ابنة حيث انه تربى على كتفيه على حد تعبيره وان حاله
هذا وما صار إليه لم يسعده ولم يسر أى شخص بأى حال من الأحوال ومن ثم
يمكن لتلك الفكرة أن تؤتى ثمارها ولعل وعسى وهى ببساطة شديدة هى محاولة
إقناع الأب للإبن بما انه يعمل مديرا مسئولا فى مؤسسات أبيه الضخمة بفكرة
السفر فى رحلة عمل خاصة خارج القاهرة يكون الهدف الظاهر منها الإشراف
على المشاريع الخارجية للمؤسسة ومتابعة للأعمال الخارجية والرقابة عليها أما
الهدف الأساس والأهم هو قيام (علاء) بالبعد عن جو وعالم الروتينات والبعض
أيضا عن المؤثرات التى تمثل فى الجمعية وزعيمها وتكون فرصة للاحتكاك
بالنساء خصوصا إذا اصطحب معه من يلازمه ويكون لديه القدرة على التأثير
عليه وحبذا لو كان ذلك الشخص قريب إلى قلبه وهنا ابتسم المليونير لتلك الفكرة
واعجب بها واثنى على عم (عطية) وسارع بالإتصال تيفونيآ ب (شريف) صديق
(علاء) الوفى واقرب شخصية إلى قلبه وطلب منه المجىء على وجه السرعة
لمناقشة أمر هام معه وبالفعل استجاب (شريف) على الفور وجاء مسرعا
إلى القصر وعرض المليونير الفكره عليه فى الإجتماع الذى دار بينهم فى حضور
زوجته والتى أعجبت هى الاخرة بالفكرة واثنت عليها ووافق (شريف) على الفور
حيث أعتبرها رحلة جميلة وتغيير جو وألح الأب على (شريف) أن لا ينسى الهدف
الأساسى من تلك الرحلة وهى مساعدة (علاء) بقدر الأماكن فى تغير نظرته
للنساء ووضعهن فى طريقه بقدر الأمكان خصوصآ وان المعروف عن (شريف)
ولعه الشديد بالخروج والفسح والرحلات وتودده للنساء خصوصآ الجميلات منهم
وقام الأب بتحفيزه بأن إذا أثمرت تلك الرحلة هى رحله عن تحقيق أهدافه فله هدية
ثمينة جدآ فابتسم (شريف) لكلام الأب وتحمس للفكرة ولم يتبقى على تنفيذها سوى
موافقة (علاء) الذى وافق على الفور خصوصآ وأن الأب أقنعه بأن تلك الرحلة هى
رحلة عمل ولمصلحة الشركة الذى يتفانى (علاء) فيه وحرصه المستمر على
سمعة الشركة ومشاريعها وحماسة الشديد للعمل ولتلك الرحلة وأخذ (علاء) يعد
العدة لها ولم يفوته الذهاب إلى الحزب لتوديع مثله إلا على ومصافحته وأخذ
مباركته حيث أخذ على عاتقه منذ انضمامه إلى تلك الجمعية إلا يخطو خطوة ولا
يتخذ أى قرار فى حياته مهما كان ضئيل الإ بالرجوع إلى الزعيم وعرض الأمر
عليه وأخذ النصح والمشورة شأنه فى هذا شأن جميع الأعضاء بالجمعية والذين
يعتبرون الزعيم كمرجع لهم مثله فى هذا مثل شيخ القبيلة أو الكبير أو ما شابه
ودار حديث طويل فى جلسة مغلقة بين (علاء) والزعيم نتج عنه نصائح عديدة
وارشادات كثيرة لا بد وان تتبع املاها الزعيم على تلميذة النجيب ووريث الفكر
(علاء فوزى أبو اليزيد) ومنت تلك النصائح والإرشادات أولا عدم الإحتكاك من
قريب أو بعيد بأى عنصر نسائى وان يغمض عينيه عنهن كلما تطلب الأمر ذلك
حتى تنتهى فترة الاسبوعان بسلام وهى المدة المقررة للرحلة حتى يعود إليه وإلى
جمعيته الحبيبة مثلما ذهب ومن تلك التعليمات أيضا الحرص على الإ يسقط ظل أى
فتاة عليه وإذا اضطر إلى مقابلة أى فتاة سواء بخصوص العمل أو أى أمر أخر
وضعها حظه العثر فى طريقة فلا بد أن يقوم ببعض الخطوات الهامة واللازمة
والضرورية لتجنب الواقع فى شراكهن وشباكهن أولا أن تحاول الا ينظر إلى فتاة
فان اضطر إلى النظر فيحرص تمام الحرص أن لا يتحدث إليها ولا يكلمها أبدا فإذا
اضطر إلى الحديث والكلام فخير الكلام ما قل ودل وأن يخاطبها وهو ينظر إلى
أسفل أو أعلى أو يمينآ أو يسارآ ولا ينظر فى عينيها ومع ذلك فهناك روشته
احتياطية للمعاملة إذا حدث فى الأمور أمور وارد الحدوث وممكن تحقيقه نظرا لأن
النساء على حد تعبير ووصف الزعيم ثعابين الشياطين يوجههن إلى أى إنسان
وقت ما يشاء لتخريب حياته ومستقبله ولا سيما الاسوياء والناجحين جدآ منهم فى
حياتهم العامة والعملية مثل شخصية (علاء) وفتح الزعيم درج مكتبه وأخرج
برواز صغير منه يحمل صورته ويبتسم وهو يعطيها إلى (علاء) ويقول له خذ تلك
التميمة منى بمثابة تذكار من الزعيم للوريث يكون بمثابة حجاب يقيه فتنة النساء
وشورهن وان يضعوا فوق رأسه أعلى سريره فى غرفة نومه عندما يصل ليذكره
كلما نظر إليه بمبادئ الجمعية وأهدافها وقام الزعيم أيضا بأخذ تليفون (علاء)
المحمول منه وأخذ يتصفحه وقام بتصوير نفسه من خلال كاميرا التليفون وحفظ
الصورة ووضعها على شاشة التليفون المحمول كخلفيه من باب الحرص أيضآ
حتى يتذكره (علاء) كلما استعمل تليفونه وألح الزعيم عليه بوضع صورته أيضا
على شاشة الكمبيوتر بالعمل واللا ب توب الخاص به حتى لا يغيب الزعيم عنه
لحظه وعن ناظريه أبدا ولا ينساه فى خضم العمل ولا فى المنزل ولا ينسى بالطبع
مبادئ الجمعيه ولم يتركه الزعيم إلا عندما إطمئن عليه تماما ووعده إياه بأن
يخرج من عنده أعزب ويعود إليه أعزب ووعده (علاء) بذلك وبالفعل ذهب (علاء)
وصديقه (شريف) إلى تلك الرحله الخاصه بالعمل فى ظاهرها وفعل كما طلب منه
الزعيم أول ما قام بدخول غرفة نومه فى الفيلا المخصصه له بوضع برواز الزعيم
فوق سريره فى غرفته ورغم الإعتراض الشديد والملح من صديقه على ذلك
ورغبته فى وضع وجه جميل لفتاة جميلة بدلآ من ذلك الوجه العبوس حتى ينام
هو ينظر إلى وجه جميل ليحلم أحلام سعيدة ويستيقظ أول ما يرى وجه جميل
أيضآ ليبدو اليوم سعيد مبهج بدلآ من ذلك الوجه الذى يأتى بالكوابيس إلا أن
(علاء) لم يعيره اهتمام ويستيقظ (شريف) مبكرآ على صوت ضجيج وضوضاء
مبعثها (علاء) الذى دخل فى مشادة كلامية إلى حد المشاجرة مع إحدى الفتيات
والتى كلفها (شريف) من قبل ملازمتهم فى أمور المنزل من تنظيف المنزل وإعداد
الطعام ......إلخ
وتدخل (شريف) وسمع من صديقة ما لا يطيق منه (علاء) ان كان ولا بد من ذلك
فليأتى برجل لتلك الأمور وانصاع لرغبتة صديقة وجاء (بعم سعيد) وهو رجل
مسن يعمل بالمؤسسة كحارس أمنى (غفير) وبالفعل عمل (عم سعيد) بالمنزل
يومان واحبه (علاء) كثيرآ لبساطته وتلقائيته وطيبة قلبه كما اعجب بعزة نفسه
كلما حاول أن يغدق عليه بالمال ولكن فى اليوم الثالث تغيب (عم سعيد) لمرضه
وجاءت ابنته الكبرى بدلا منه بعد الإلحاح الشديد على أبيها للقيام بالعمل بدلآ منه
حتى يشفى تمامآ ووافق الأب ونصحها بتجنب ألا يراها (علاء) المعروف عنه
كرهه الشديد للنساء واتفق مع (شريف) على أن تأتى ابنته (عبير) فى الأوقات
التى لا يوجد بها (علاء) بالمنزل وتصرف قبل أن يأتى حتى يتعافى (عم سعيد)
ويعود إلى عمله بدلآ من أبنته .
ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وحدث ما خاف الجميع منه وتصادف أثناء
وجودها بالمنزل فى الفترات المقررة لها وهى فترة تغيب (علاء) بالعمل وتصادف
عودته إلى المنزل مبكرآ لإنجاز بعض الأمور العامة ولشعوره بالإرهاق الشديد
وتفاجئ مفاجأة كبيرة عندما رآها وتذكر تأكيده على (شريف) بعدم دخول إمرأة
المنزل وتأكيد (شريف) للأمر بأنه جاء برجل آخر فى فترة غياب (عم سعيد)
المريض وثأر فى وجهها ووجه لها الكلام بحدة وغلظة عن سبب وجودها وهددها
بأن لم تترك المنزل وتغادره على الفور سوف يتهما بالسرقة وهنا ثارت الفتاة
ثورة جامحة فى وجهه ولم تسكت على الإهانة المتكررة وعلى الجرح الغائر فى
كبريائها وكراماتها بإتهامها بالسرقة وردت عليه بنفس اللهجة المتعالية مما أربك
(علاء) تمامآ واصابته الدهشة والوجوم والتزم الصمت الذى لم يتعود عليه من قبل
ولم يتعود على قيام أحد ما أى أن كان بمعاتبته وتجريحه أو الرد عليه ومما أصاب
الأمر سوءآ عنده إنها فتاة وليست رجلآ وتنهى الفتاة حديثها بقولها بإنها لولا
خاطر أبيها وخوفها من رد فعله لأنها على حد تعبيرها بنتآ قام أهلها بتربيتها
أفضل تربية ولولا أبيها فقط لكان رد فعل أفضل من هذا بكثير وعندما سألها
باندهاش وتلعثم أى رد فعل آخر يعتبر أقوى من وجهة نظرها من الذى جرى
إجابته بأنه كان يستلزم صفعة أو اثنين على وجهه ليفيق ويحدث الناس
ويعاملهم كان يجب أن يعاملوه ولجعلته عبرة لمن يعتبر وتخرج الفتاة من
المنزل وهى تراشق (علاء) بعبارات جارحة وسط ذهول.
(علاء) المطلق وتفتح الباب لتجد (شريف) قد وصل ليسألها عن سب المغادرة
مستاءة فتجيبه بشدة أسأل القرد أبو بدلة إللى عايش معاك وتقرع الباب بعنف
وسط اندهاش (علاء و شريف ) ولم يقطع الصمت هذا إلا جلوس (علاء) على
كنبة الانتريه حيث أنه شعر أن رجليه لم تعد تستطع حمله مما أصاب كبريائه
لينادى على (شريف) ويسأله عن تلك الفتاة من تكون وابنه من .......إلخ ولم
ينتظر (علاء) عندما علم بأنها أبنة (عم سعيد) وأصر على الذهاب فورآ إلى أبيها
ليشتكى إليه وأن لم يستطع أن يشفى صدره وغليله منها فله تصريف أخر ولكن
(شريف) هدأ من روعة وأخبره بأن الوقت غير مناسب لذلك فلابد أن يرتاح الأن
حيث أن الوقت وقت ظهيرة (قيلولة) وفى المساء سوف يذهب معه إلى (عم سعيد)
وقتها يِشاء وبالفعل صعد (علاء) إلى غرفته ونظرا إلى صورة الزعيم المعلقة
ببرواز أعلى سريره وأخد يشتكى له ما حل به وتخيل الزعيم بالصورة وهو يكلمه
عن ضرورة النسيان وبسرعة والابتعاد بأى شكل أن كان عن تلك الفتاة حتى لا
تشغل تفكيره وحتى لا تؤثر فيه وتلدغه بسمها كالافعى مثل بقية النساء ولكن
(علاء) لم يعجبه كلام الزعيم خصوصآ بعدما تملكه الغيظ والرغبة الجامحة بداخله
فى الانتقام من تلك الفتاة التى جرحته ورغبته فى عودة كرامته وكبريائه إليه ثانية
بعد ذهابه إلى منزل أبيها وتوبيخها ورؤية أبيها يوبخها أمامه بشده وأن لم يفعل
الأب هذا فسوف ينتقم بطريقة مثل أن يضع أى تهمة فى طريقها كالسرقة او خلافه
حتى تأتى إليه راكعة طالبة الصفح والغفران وذليلة وبالفعل يذهب الصديقان إلى
منزل (عم سعيد) مساء ليشتكيا أبنته إليه وما بدر منها ويطرق (علاء) الباب
بشدة وتجرى (عبير) صوب الباب مسرعة لتفتح وهى مستاءه ومنزعجة من شدة
القرع عليه فتفتح وتفاجئ به أمامها وتصمت وهى تنظر إليه بإستياء وشئ من الاحتقار ويقطع
(شريف) الصمت بسؤالها عن أبيها الذى يسمع صوته ويأتى مسرعآ ومرحبآ


انتظروا الجزء الثانى قريبا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق