الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

الى من يحفظ القرآن



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
يا حفظة القرآن، أقول لكم: هنيئاً.. ثم هنيئاً.. ثم هنيئاً.. فهذا والله الفوز الحقيقي، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..
يا حفظة القرآن.. أتعرفون من أنتم؟! أتعلمون ماذا صرتم ؟! لقد ميزكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غيركم فقال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"..
حفظة القرآن.. لكِم عليّ واجب هو حقٌ لكِم عندي، فتقبلوا منيّ هذه الهمسات..... إن مشواركم الطويل مع هذا الكتاب العظيم لم ينته بعد، فلا زلتِم في البداية.. اجعلوه الرفيق والأنيس.. قرّبوه منكِم أكثر وأكثر.. ليكون قريباً منكِم عندما تكونون في أمسّ الحاجة إليه، اقتطعوا من وقتكم.. من نومكم.. لتقرئوه وتراجعوه، اجعلوا لكِم منه ورداً يومياً.. فهو والله الزاد الذي لا ينفد، تذكرو.. أن مؤامرات أعداء الله لا تنتهي.. وخصوصا الى النساء كي تتخلّى عن رمز عفتها ووسام شرفها وكرامتها.. لقد عرفوا من أين تؤكل الكتف، فلا سبيل لهم إلا من خلال نسائكم وبناتكم دعوني اخاطب اختي المؤمنه. ..حافظة القرآن..
اختي . الكريمه لا طريق لهم إلا أنتِ.. فمتى ما فتحت لهم الباب ولجوا، فالله الله في حجابكِ، لا تجعليه لـوحة يرسمونها كما يشاءون.. لا تكوني لهم مسرحاً يعرضون عليه ما يشتهون.. لا تكوني دمية في أيديهم يركّبونها كيفما يريدون.
لا يخــدعنــك عن ديـن الهــوى نـفرٌ
لم يرزقوا في التماس الحقّ تأييدا
عمْيت القلوب وعُرّوا عن كل قـائدة
لأنــهـــم كفــــروا بــالله تـقـلــيدا
وانا متاكد انكي ستهتمين بنصيحتي
وللصحبة أثر عجيب في تشكيل أخلاقيات الإنسان.. فقد تكون له رحمة ونور.. وقد تكون له ظلام وحسرة.. تماماً كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة".
حفظة القرآن.. أن الأخوة الباقية، والصحبة التي لن تندموا عليها أبداً.. هي التي تكون لله وفي الله، وما سواها زائل.. فالأخوة في الله من أعظم الروابط.. بل هي والله أعظم من رابطة الدمّ والنسب.. فالله الله في الرفقة الصالحة، ( اهل المنتدى) واعلموا أن المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.. واسمحوا لي يا حفظة القرآن ان اعود من خلالكم لمخاطبة بنتي واختي وامي لاقول لها اعلمي أن الفتاة المسلمة في عصرنا تعصف بها نيران الأهواء والشبهات.. فيا من منّ الله عليكِ بحفظ كتابه، ويا من أكرمكِ بأن سخّر لكِ الظروف لتحيي حياة طيبة بعيدة كلّ البعد عن هذه النيران المحرقة، أقول لكِ: أنتِ الأمل المنتظر.. فيا مؤمنه. اربئي بنفسك عن كلّ ما يَـعيبها، فأنتِ لست كغيركِ.. كوني متميزة في كلّ شيء.. كوني أداة بـناء.. ولا تكوني معول هدم.. كوني عوناً للأمة، ولا تكوني عوناً لأعدائـها، تذكري أنكِ تحملين بين جنبيكِ آياتٍ عظام.. ودلائل قاطعات.. قال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله}.. فاجعليه حجة لكِ لا حجة عليكِ..وخصوصا المتواجدات في المنتديات الامرات بالمعروف والناهيات عن المنكر .
حفظة القرآن أنتم الأمل المنتظر في تغيير الكثير من واقع الأمة..
حفظة القرآن. أنتِم اهل المستقبل، بين يديكِم مسئولية توجيه الاخرين من اجيالكم .. فكونوا على قدر هذه المسئولية..
همسة خاصة جداً.. جداً.. جداً.. اعلموا احبتي أن المواهب نعمة إلهية، ومنحة ربانية على اختلاف أشكالها وتنوّع صورها.. وفي المقابل قد تنقلب نقمة وحسرة، فهي نعمة إذا استغلّت الاستغلال الحسن، ووجهت التوجيه السليم.. وهي نقمة إذا سُخرّت لغير ما خلقت له.. ومن هذه المواهب: "نعمة الكتابة".. فيا من أنعم الله عليكِم بـهذه النعمة اعلموا أنه قد وُضع بين أناملكم سلاح لا يستهان به.. بل ربما فاق في قوته جميع الأسلحة القديمة والحديثة.. أتعرفون لماذا؟! لأنه سلاح طويل الأمد.. تفنون ويبقى أثره.. بينما الأسلحة الأخرى تفنى بفناء صاحبها..
حفظة القرآن.. لكل سلاح ذخيرة، فالسلاح بلا ذخيرة ليس له تأثير.. بل ربما أحدث بلبلة وَضجّة.. وهكذا القلم.. فلابد له من ذخيرة.. فمن أين تستمدون ذخيرتكِم؟! استمدوها أولاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. ثم أكثروا من الإطلاع على كتب السير وأحوال الدعاة.. التزموا منهج الدقة والتحرّي قبل أن تقع عينيكِم على أيّ مقال أو إصدار لا تعلمون عنه شيئا.. وأنتم بذلك لن تتركوا بإذن الله مجالاً لأعدائكم للدخول عليكِم مهما حاولوا.. فكلما طرقوا الأبواب وجدوكم محصّنين لا سبيل لغزوكِم.. أتعلمون لماذا؟! لأن صاحب القلم مهما بلغ من الثقافة والإطلاع بدون أن يستند إلى مرجع أصيل ويقف على أرض ثابتة صلبة فإنه سرعان ما يقع فريسة سهلة يتلقفها. ولا أجد أفضل ولا أكثر بياناً من قول المصطفى علية الصلاة والسلام: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ"..
وختاماً..




حفظكِم الله ورعاكم




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق